"البول الصوتي"
عن الانتخابات ،، تلك التي نتبول فيها أصواتاً،،فيستولي عليها المرشحون كعصير المانجو
بقلم : رامز عباس
لم أستطع مواجهه زخم فن الكاريكايتر الذي أبدعه العملاق الفرنسي سينيه كما لم يستطيع فنان الكاريكاتير المصري ((بهجت)) مقاومته فكتب يقول حطم سينيه بسخرية أوثان الزعامات السياسية وأفكارها العتيقة وهو الذي ظهر في أواخر الخمسينيات ولمع وتألق بسرعة الشهاب فتبني قضية تحرير الجزائر إلي أن تحررت ومازال يتبني القضية الفلسطينية لعل وعسي
فهو " سوط الذين لا صوت لهم"
وفي الصورة الفنية التي ترافق مقالنا أبدع سينيه في التعبير عن العملية الإنتخابية وكيف يتعامل معاها المواطن الفرنسي الذي تشبع بالديمقراطية فتلونت به كلوحة ذات إطار خاص لا ينفصل عنها
فخلف ساتر إنتخابات يأتي بصانعي قرار معرضين للمحاسبة الشعبية قد يتبول الناخب أما إستهانة بما قد يصادف أنه تزوير وضحك علي الذقون وهو أمر غير مستبعد لمن يخالط في مؤتمرات القمة زعمائنا المستبدون أصحاب براءات إختراع البقاء لأطول مدة أما لأنه صاحب القرار ومواطن يمتلك زمام صوته وبالتالي لا يملك أحد عقابه ألا وفق القانون .بتهمه سوء سلوك
أما بالمنطقة العربية ففي ظني أن مواطناً لا يملك التحكم في صوته وإرادته وينساق وراء شعارات ثبت كذبها وزيفها علي المدي القريب قبل البعيد ،ليس بإستطاعته أن يتبول بولاً طبيعياً فصوته أصبح هو البول فقد صار أرخص من كاوتشوك سيارة أي مسئول سيادي ولكنه رغم ذلك التوصيف الدقيق الذي أضعه لتلتهمه عيونكم وهي تقرأ سطوري فهذا الصوت ((أقصد البول)) يتحول وبخاصة في مصر من الفترة3 نوفمبر وحتي28 نوفمبر ومن قبلها لعصير مانجو وهو ما يرغم المرشحون علي كل لون وشاكله للتدافع من أجل الحصول علي أكبر كمية من ((البول الصوتي)) ثم بعد فوز بعضهم وجلوسه علي مقعد البرلمان يبدأ بالتعامل مع الأصوات بما يليق بها فعلاً ويسترخص أن يساند أصحابها في إسترداد آدميتهم وكرامتهم المهدرة .
إن الإنتخابات في مصر والعالم العربي وإن كانت هي الوسيلة الديمقراطية أمام تلك الشعوب لنيل حقوقها وتنظيم حياتها السياسية والإجتماعية والإقتصادية والثقافية إلا أن التجربة أثبتت أن تلك الوسيلة يلزمها رقابة حقيقية للإشراف علي تطبيقها بنزاهة وشفافية تامة بعيداً عن الصخب العالي حول سرقة " صوت رجل الشارع" وهو لفظ تطلقه الحكومة والمعارضة علي ما يسمي برجل الشارع دون أن تملك له حق التمتع بتلك التسمية فنراه عاملاً محتجاً أو فلاحاً مطروداً من أرضه أو معاقاً مهمشاً لا يتم إقرار حقوقه أو فتاة لا يعترف بحقوقها ولكن نعم للمتاجرة بها في هوجة حقوق الإنسان
إن المواطن العربي وبخاصة المصري لا يملك بعد أن تحول صوته لبولاً وحوله المرشحون مؤقتاً لعصير المانجو فيشترونه أو يزورون إرادته إلا أن يكون هو صاحب الحق والقرار وأن يتحكم في الصندوق قبل أن يضع صوته فيه فيذهب لمن يبيعون الأوطان بحفنة دولارات أو لإرضاء الصهاينة
أليس "سينيه" الفرنسي صاحب الريشة المبدعه يستحق أن ننتزع من داخلناً فخراً به وبديمقراطية بلاده
هذا ما أفعله فماذا عنكم ؟؟
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق