بقلم : رامز عباس
لأجل فتاة تعرت من ملابسها قامت الدنيا ولم تقعد وأنبرى التيار الإسلامى ضاحكاً ملء شدقيه وكأنه فاز بخصم جريح ينظر إليه ليتشفى فيه أولاً ثم يشرع للإجهاز عليه ،
وما الخصم الذى يتوهمه ذلك التيار الدينى المتشدد سوى فكرة عظيمة عن دولة مدنية ديمقراطية تحترم حقوق المواطنة وحقوق الإنسان وكل إنسان
تعرت الفتاة التى لم تتجاوز العشرون عاماً وجاءت بصور عراة أخرين فى تدوينتها الفن العارى فظنت بأنها أتاحت للحرية منفذاً رغم أن ما فعلته لم يكن حرية على الإطلاق فهى لم تحترم طابع مجتمعها الشرقى وهو طابع محافظ يأبى الإباحية من منطلق فطرى وليس تابوه دينى فقط
تعرت الفتاة وزاد عدد زوار مدونتها " المسماة مذكرات ثائرة " ولا يعلم أحد ما هو الشيء الذى ثارت عليه ولماذا ولحساب من ؟؟
تعرت الفتاة وخرجت بعض مواقع التيار الدينى تلعن مدنية الدولة وتلعن الديمقراطية وتلعن إباحية جميعناً نرفضها رغم أنها متعت بالتأكيد أنظار العاملين بتلك المواقع وأشبعت هوسهم الجنسى بالنظر لأعضاء جسد قد يكونون يمتلكون مثله جسداً وثلاث وأربع ولكنهم تحت وطأة التشدد لا ينظرون إليه ويتعاملون معه كوعاء إفراغ طاقتهم الجنسية قبل " قيام الليل "
تعرت الفتاة تاركة للشعب منفذاً جديداً للسخط على ذلك الشباب الذى خرج ثائراً فى الخامس والعشرين من يناير ليخلع رمزاً يخشاه العسكر فلا يحاكمه ويخشاه التيار الدينى فلا يتضامن مع المطالبين بسرعه محاكمته هو وأعوانه
تعرت الفتاة وقالت صورها العارية للناظرين أن تلك هى الثقافة التى ستنتشر لو نجح التيار المدنى بكافة إتجاهاته وأطيافه فى الفوز بمعركة " مدنية " الدولة
فقام الناس يلعنون ذلك الجيل ونسوا الأساليب القذرة التى تخرج من آن لأخر لتشويه شباب الثورة كله بذنب أفراد لا يعرف أحد من يحركهم ولأى هدف !
أنسيتم هجوم " صفوت حجازى " وتهديده للشباب بسيديهات شقة العجوزة التى أشاع ذهابهم إليها تاركين الميدان فى حماية الإخوان ؟!!!
أنسيتم مدعى الفن " طلعت زكريا " وإتهاماته لشباب الميدان قبل خلع مبارك بأنه شاهدهم يشربون الخمر ويضاجعون الفتيات داخل الخيام ؟؟!!
تعرت الفتاة أثناء إصدار وثيقة المباديء الأساسية للدستور لعلها تزيد من لهيب غضب التيارات الدينية التى تهدد بالإعتصام الدائم فى الثامن عشر من نوفمبر الجارى إعتراضاً عليها
تعرت الفتاة فى ظل الحكم السلطوى العسكرى الذى يحاكم شباب الثورة بتهم عديدة إنتقاماً منهم للمعارضة السياسية الصادرة عنهم
تعرت الفتاة ولم يعرف أحداً لما أعجبها التعرى فى الشتاء حيث البرودة الشديدة وحيث تجرى على قدم وساق إنتخابات لبرلمان مشوه يأتى بفلول حائزين على حكم المحكمة الإدارية العليا بعدم إستبعادهم ومعهم تيار دينى لا يعترف بالديمقراطية وينتهزها فرصة ليقدم للعسكريون الولاء بعدما ركب ثورتنا فى الثامن والعشرين من يناير مطلع العام
تعرت الفتاة ونسبوها لحركةسياسية إختلفنا أم أتفقنا معها ستظل جزءاً من التيار المدنى بأفكارها وثوابتها والتهجم عليها ليس لشخصيتها ولا شخصيات أعضاءها الذين قاموا بنفى عضوية المتعرية بحركتهم ، وكامل الظن بعد ذلك النفى أنها فقط لعبة جيدة الإعداد لقنص " الدولة المدنية " رغم أنهم أعلنوا مراراً وتكراراً عدم وجود أى نوع من أنواع " القناصة " فغابت العدالة عن جلسات محاكمة قتلة الشهداء .
تعرت الفتاة وستظل تتعري فيبدو أن التعرى هويتها كما هى هواية من يقف خلفها وهواية من يهاجمون مدنية الدولة رغم أن لا أحد يحاسبهم عن التعرى اليومى أمام الشعب لصالح رضاء المجلس العسكرى عنهم وخاصة وهم يخوضون إنتخابات أول برلمان لثورة " غير مكتملة " وكيف تكتمل وهم يحاكمون شبابها ثم يشيعون أنهم " ملحدون ،إباحيون " وعلى سبيل المثال
(هذا ما حدث للناشط /علاء عبد الفتاح )
لا أ فهم مطلقاً سر الربط بين قيام فتاة بالتعري متظاهرة بأنها متحررة و الهجمة التى يشنها التيار الدينى على دعاة الدولة المدنية بحجة أنها ستفرز تطوراً إباحياً فى الحياة الإجتماعية والثقافية سوى أنها لعبة متقنة لقتل فكرة مدنية الدولة نفسها
و الهام الأن بظنى أن من بدأ ثورة يحاصرها عسكريون وتيار دينى متشدد ولا يخلون الجيتو الذى صنعه هنا وهناك من تسرب فضائح إخلاقية ،
أن يعى وهو هذا الثائر الذى أبهر العالم أن عليه أن يقدم أكفانه لمن يريد أن يقتل فكرة الدولة المدنية الديمقراطية وهو ما يحاولون إجهاضه بأساليب أمنية قذرة فهل فات الآوان ؟ لست أظن.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق