16‏/08‏/2009

الحقيقة عندما تعانق الطبيعة

أسرح محدثاً البحر ولكن لايفوتني النظر براحة بال وإطمئنان
لعدسات صديقة ذهبت معنا ونظمت رحلتنا حقاً أنهاصديقتي الجميلة
الحقيقة عندما تعانق الطبيعة
بقلم المدون/ رامز عباس
غزوة شاطئية هي كل مادار بخلدى عندما تناهي لسمعي عبارة قالتها أمي
لمحادثتها أثناء مكالمة تلفونية بينهم ذلك اليوم قالت أمي أتمني أن يستمتع أبني معاكم
ثم أنهت مكالمتها وأستدارت ناظرة إلي بإبتسامة جميلة ظهرت حينها أسنانها ناصعة البياض
بعد ذلك التبرم الذى كان بادياً عليها لأن الهاتف كان يرن بشكل إستفزازى
مما أضطر أمي ترك أعمالاً منزلية تعتبرها كل إمراة طقوساً مقدسة في حياتها
قالت لي وقد ربتت علي كتفي الأيمن أستعد ....وقد كان
مثل تلك الرحلات تتطلب إستيقاظ مبكر مشوب بمعارك بالأيادى يكون المنتصر فيها هي أمي
قاطعه عليا الأحلام إين كانت.
تجمعت وفود الأصدقاء والعائلة والأقارب في ساحة بها شركات تجمعها نفس سمة التجمع والتجاور
وكأن تلك الشركات قد عزمت علي إفساد فرحة المصريون بالتمتع بأرضهم والتنقل بحرية
الإ بعد إستنزاف أموالهم وكأننا سائحون من جزر الكايمان!!!!!
أتي ميني باض صغيراً من بين الحافلات الكبيرة التي تترص وكأنها ذاهبة لمعركة كبري
من أجل الحصول علي بنزين 80 الذى حرمتنا وحرمتها منه حكومة تعرف مصالح شعبها بالكاد
ولما كان الميني باص صغيراً وكانت أمي قد أوصت محادثتها بإسعادى ذلك اليوم
فقد كان نصيبي الحشر بمقعد بجانب السائق ميزته الوحيدة
أنني شعرت بأنني أقودهم جميعاً لتلك الغزوة
لنستولي علي شاطيء هادىء ونقتسم الأمواج تلك الغنائم المالحة الجميلة
فنجعلها تغرق أجسامنا بإنتعاش أما ما ضايقني لأحتلالي ذلك المقعد هو شعوري بالوحدة القاتلة
فالسائق منشغل بالقيادة وأنا منشغل بالتفكير في اللإ شيء
والأن عرفت كيف يشعر رئيس دولتنا... حقاً أنها مأساة
صرخ أحدهما صرخة مدوية البحــــــــــــــــــر!!!
فإنطلقت العيون التي قامت من نومها مفزوعة صوب البحر ولم تمر دقائق حتي تم الأستعداد
بتحويل المعلبات لسندويتشات لذيذة الطعم والرائحة والنكهات وخلعت الملابس
وأرتدينا جميعاً ملابس المعركة المائية الفاصلة
كان أصدقائنا قد سبقونا لإحتلال أرض هادئة شعرنا أنها ملكنا جميعاً فقد حرصنا علي التجمع عليها
كما تجمعنا منذ بدء التخطيط لتلك الغزوة الشاملة وكانت تلفوناتنا التي نتدوالها
لا ننسي عبارات التوصية بإن نكون معا
جلست علي مقعد خشبي وشعرت حينها أنني المتحدث الأوحد للبحر فنظرت بعيداً
وسأحكي لكم ماذا رأيت فقد رأيت الحقيقة عندما تعانق الطبيعة أكتر صراحة ووضوحاً من معانقتها للبشر
وأكتر سلاسة وبساطة من تعقيدها وهي تعانق البشروالأن إليس البحر من فرسان الطبيعة
الذين يشتهرون بالشراسة كيف هو في معانقته للحقيقة أنه لا يعانقها الإ عندما تتلاطم الأمواج
وهي تجري كأم لها طفل يسابق الريح باحثة عن وجوة بشرية لتغرقها بقطرات الماء المالح
فتعلوها البسمات الجميلة في مرح
وعندها يقف البشر أما الموجة تلو الأخري وكأنهم يجددون رابط أبدي يجمعهم بالبحر
فتجدهم حينها يستديرون ناظرين للشاطيء الذهبي الذى يتألم من صفعات الشمس لرماله الصفراء
فتتألق حينما ينظر إليها السباحون وهو يصارعون الأمواج المتلاطمة
لتخفي ألمه حتي لا يعكر صفو سعادتهم
حقاً أنه لشيء رائع رأيته رأيت كيف يضحي الشاطيء ويخفي ألمه من صفعات الشمس
لأنه يعلم أن الشمس تحارب البشر فيهرعون إليه هو وصديقة البحر هرباً من هموم الحر والحياة
تلك الحياة التي يعقدها البشر فلا هم يتحملون بعضهم ولا يتركون للأخرون الهدوء والسعادة
فهم لا يعرفون كيفية التضحية وهذا ما رأيته عائداً بعد توديع الصديقان البحر والشاطيء
اللذان تصادقاً منذ قرون سحيقة وتعاهداً علي التضحية وإسعاد الأخرين
بينما البشر يملاًون الدنيا دماراً وضجيجاً وتخربياً من أجل توافه الأمور فيتسلحون بالأسلحة
يحركهم الألم الذى أحدثته الجروح فيدفعهم للأنتقام وفقط الأنتقام
أنها الحقيقة وفقط تظهر صراحتها عندما تعانق الطبيعة
إلي لقاء أخري ومعارك أخري وغزوات شاملة /رامز عباس

هناك 6 تعليقات:

ماجدة الصاوي يقول...

رامز عباس
بصدق
انت موهبة ادبية سردك قصصي بخيال مبدع لسرد بكل التفاصيل ووراء السرد القصصي هناك ماتقوله
ماقرأته هنا أكثر غبداعا من ابداعتك بمقالاتك الثورية النضالية التي تؤهلك لتكون صحفي
اما هذا اللون الأدبي أكثر ابداعا وتلك الحاسة الادبية تؤهلك لتكون اديب
وليكن لتجمع بين الاثنين
ولكن هنا نات نفسك بلومك المميز لك
هنا انت رامز عباس بصدق


ودي وتقديري

ماجدة الصاوي

mizohart2010 يقول...

اشطه ياغالى
تعرف يارامز رغم انى من الاسكندريه و ادامى البحر لكن بقالى سنين منزلت بحر الاسكندريه بجد احلى شىء انك تعيش براحت بال بدون ماتفكر فى مشكلك و ده بيكون بس فى جو الرحالات صحيح بيكون فتره قصير بس بتعمل فرق كبير

mizohart2010 يقول...
أزال المؤلف هذا التعليق.
mizohart2010 يقول...
أزال المؤلف هذا التعليق.
ستيتة يقول...

اجمل شيء في البوست ده تلات حاجات

ان ربنا انعم عليك بيوم جميل خرج منك الكلام الحلو ده كله

وان انت حسيت باحساس الرئيس .. بيصعب علي ها اعيط والله عااااااااااااااااااا

وان انا اتمتعت جدا بطريقة الكتابة عن الحقيقة عندما تعانق الطبيعة

تحياتي

المعتصم يقول...

يابختك ياعم
الله يسهلك
يوم على البحر والشاطئ والطبيعه
وقاعد عامل زعيم
بس هو الرئيس صعب عليك !!!!!
ياحراااااام
بجد علشان تعرفوا الراجل بيعانى بسببنا قد ايه
ههههههههههههههههه
جميل الاسلوب اللى كتبت بيه وصف الرحله
وكل رحله وانت مستمتع ياعم
ســــــــــــلام